28 مارس 2024 , 19:51

“استقالة السّراج” بعد “حوار بوزنيقة” تضع ليبيا أمام مرحلة جديدة

"استقالة السّراج" بعد "حوار بوزنيقة" تضع ليبيا أمام مرحلة جديدة

مع الإعلانِ عن تفاهماتٍ جديدة في ليبيا عنوانها التّوافق حول المرحلة المقبلةِ وتحقيق تقارب “مهمّ” حول عدد من الملفّات، أعربَ رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فايز السّراج، عن رغبته في الاستقالة وتسليم مسؤولياته إلى السّلطة التنفيذية التي ستنبثق عن لجنة الحوار بحلول نهاية شهر أكتوبر.

ويأتي الإعلان عن الاستقالة في وقت تبحثُ فيهِ الأطراف اللّيبية، سواء المعنيّة بتشكيل سلطة تنفيذية جديدة، وهي مجلسا الدولة والنواب اللذان وصلا إلى تفاهمات “مهمّة” في جلسات “بوزنيقة”، أو تلك التّي تمثّل التّشكيلات المسلحة وممثلين عن النّظام السابق وشخصيات القبائل الليبية، والتي اجتمعت في سويسرا مؤخرا.

ويوجدُ المغرب في قلب التفاهمات الدّولية والإقليمية المتعلّقة بإيجاد حلّ “مدني” في ليبيا، حيث يمشي على خطّ موازٍ مع المبادرات المدنية الدّاعية إلى إعادة بناء الدّولة من خلال تشكيل سلطة تنفيذية جديدة، وهو ما سيضعهُ أمام اختبار “جدّية” المنصّة المغربية المفتوحة على الحوار، خاصة في ظلّ تصاعد الاحتجاجات في شرق البلاد وغربها.

ويرى الدّكتور الشرقاوي الروداني، الخبير في الأزمات والعلاقات الدّولية، أنّ “استقالة السّراج ليست بالشيء المؤثر الذي قد تكون له تداعيات على مخرجات المعادلة الليبية الصعبة والمعقّدة، التي تتجاوز حفتر والسّراج”.

وأبرز المتخصّص في الشّؤون الاستراتيجية أنّ “قراءة تأثير ذلك على مصالح المغرب أمر سابقٌ لأوانه، على اعتبار أن السّراج في قراءة شمولية مرتبطة بالأسلوب الدولي في معالجة الملف، كان له ارتباط بظروف زمكانية، وبأهداف مسطّرة حدّدتها مصالح استراتيجية للدّول الفاعلة في الملف، خاصة على المستوى الأوروبي”.

وسيدخلُ الملفّ الليبي منعطفاً جديداً في ظلّ انسحابِ السرّاج من المشهد، بينما تسعى الدّول الفاعلة في المنطقة إلى إيجاد حلّ يحقن دماء الليّبيين، ويتجاوز المنطق “القبلي” الضّيق الذي يتغذّى على السّلاح وازدهار ثقافة الفوضى والعنف.

وفي تحليلهِ لأبعاد استقالة السّراج، شدّد الدكتور الشّرقاوي على أنّ “كيفية التّعامل مع المرحلة المقبلة من طرف دول مهمّة في الملف، خاصة الأوروبية، هي التي من شأنها ترتيب سقف الاستنتاجات المرتبطة بمصالح المغرب”، مبرزاً أنّ “بعض الدّول الغربية لا بد أن تتحمل مسؤولياتها الأخلاقية في أصل بداية الصراع، ومن ثم يمكن رسم اللوحة بدون اقتطاع أي جزء من الديكور الشامل للأزمة والحل المرسوم”.

وبشأن السيناريوهات المقبلة ما بعد السراج وحتى حفتر، يرى الشرقاوي أنّها “مرتبطة بالأسلوب والمنهج الكامل لتقييم سياسة شمولية دولية في المنطقة برمتها، وكذلك مدى قابلية أطراف دولية معينة لفتح ملفات هي أساس التماثل الاستراتيجي”، متسائلاً ما إذا كانت هناك رغبة دولية في تدبير كلي للأزمة، “وهو ما يطرح أسئلة وأجوبة حول كيفية استعادة ليبيا لكلمات المرور السرية لثروتها الحقيقية”.

ومن المنطلق نفسه، يرى الشرقاوي أنّ “المغرب منذ بداية الأزمة الليبية كان له أداء دبلوماسي مضبوط من خلال الحرص على أمنه القومي الذي ينطلق من استراتيجيته في حفظ استقرار المنطقة برمتها، وكان ينأى عن ترتيب أيّ أداء سياسي محكوم بتجاذبات دولية وإقليمية”.

واعتبر المحلل ذاته أنّ “مقاربة الرباط للملف حكمتها إرادة حقيقية في خلق شروط استثمار كل الفرص المتاحة من أجل إعادة بناء مستديمة للدولة الليبية، مع الأخذ بعين الاعتبار المخرجات المحتملة لمعادلات التأثير الدولية، خاصة الأطراف الأوروبية

شاهد أيضاً

معالي الوزيرة صفية انتهاه تطلق توزيعات نقدية لصالح أسر متقاعدي وقدامي قوات الأمن “صور”

أشرفت وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة و الأسرة، السيدة صفية بنت انتهاه، صباح اليوم الخميس في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *