23 أبريل 2024 , 7:24

دبلوماسية المملكة المغربية الشقيقة تتحرك لنزع فتيل الأزمة المتصاعدة في مالي

 

دورٌ كبير تلعبهُ مصالح الدّبلوماسية المغربية لرأبِ الصّدع ما بين الأطراف المتصارعة في دولة مالي، وهو صراعٌ ذو أجنداتٍ داخلية وخارجية برزَ عقبَ رفضِ بعض التّيارات نتائج الانتخابات التّشريعية الأخيرة، خاصة بعد إقرار المحكمة الدّستورية بصحة نتائجها.

وتحاولُ المملكة التّدخل بآلياتها الدّبلوماسية “اللّينة” لإعادة ترتيب الوضع الدّاخلي في دولة إفريقية تجمعها روابط مهمة وحسّاسة بالمصالح المغربية، حيث تعملُ الأخيرة على تعزيز الاستقرار والحوار وعدم التّوجه إلى خيارات سياسة فرض الأمر الواقع مما سيحول مالي إلى مستنقع ممتد في منطقة الساحل والصحراء.

وعقبَ إعلان نتائج الانتخابات التّشريعية في مالي، بزرت أصوات معارضة تنادي بإعادة الاستحقاق الوطني في بعض المناطق، وترفض قرارات المحكمة الدستورية، خاصة الدائرة الانتخابية لرئيس المجلس الوطني، البرلمان المالي، التي عرفت خروقات كبيرة حسب المعارضة.

وتترافق هذه الأزمة السياسية مع تصاعد حدة الهجمات الإرهابية التي بقيت العاصمة باماکو بمنأى عنها، حيث يعمل المغرب على تخفيف التوتر وتسوية الصراع في ظل تصعيد متبادل بين الجهات الحكومية والمعارضة التي تقود العصيان المدني.

ومن المنتظر أن يطلق الرئيس المالي خطوات مهمة وكذلك قرارات سياسية تدفع نحو حكومة وطنية جامعة لكل التيارات السياسية المشاركة في الانتخابات.

المغرب والمصلحة المشتركة

تحتل دولة مالي مكانة مهمة في الخريطة الدبلوماسية للملكة المغربية، وهي أحد أهم الدول التي تربطها بالمملكة علاقات متينة وقويةوهو ما جعل المغرب معنيا يشكل قوي بجميع الأحداث التي تعرفها مالي.

ويرى المراقبون أنّ  المغرب يتبنى سياسات أكثر واقعية على الساحة الدولية، خصوصا في منطقة الساحل والصحراء، نظرا للمصالح الاستراتيجية المتنامية له هناك.

وحسب المراقبين دائما ، فإن المملكة تتوخّى إقامة بنية قوية للحفاظ على وحدة مالي على غرار اتفاق الصخيرات حول أزمة ليبيا وإن كان الأمر مختلف في مالي في ظل حرص الدبلوماسية المغربية على تعزيز الاستقرار والحوار وعدم التوجه إلى خيارات سياسة فرض الأمر الواقع ،فالمغرب يسعى إلى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء في مالي.

وتحاول الدبلوماسية المغربية توجيه الأزمة وعدم دخولها في إجراءات معقدة في ظل تباين إقليمي حولها، وتجاوز الجدل الداخلي عبر اتخاذ الإجراءات للحفاظ على الأمن والاستقرار في ظل وجود مبادرات خارجية أخرى على، غرار مبادرة دول الساحل والصحراء

شريك وسيط

منذ أكثر من ثلاثة أشهر، تم اختطاف زعيم المعارضة المالية، صوميلا سيسي، في وسط البلاد من قبل رجال مسلحين، وهذا الرجل ذو  71 عاما ، قائد له وزنه داخل المشهد السياسي، وحتى الآن ما يزال في أيدي خاطفيه من الجماعات المسلحة.

في ظلّ هذه الظروف، وبحكم العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط المملكة المغربية مع دولة مالي، استطاع المغرب أن يكون صلة وصل ووسيط موثوق وذي مصداقية من أجل رأب الصدع بين المعارضة والقصر الرئاسي.

 ويرى المراقبون أن هذا المعطى تكلل بالنجاح، نظرا أولا للمكانة والاحترام الكبير لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من مختلف الفرقاء السياسيين، وكذلك نوعية العلاقات الثنائية السياسية، الاقتصادية والتضامنية بين البلدين.

شاهد أيضاً

نواذيبو: غزواني هدف اجتماع الحكومة هو إرساء تنمية جهوية متوازنة

حدد الرئيس محمد ولد الغزواني أهداف عقد الحكومة اجتماعا في مدينة نواذيبو شمال غرب البلاد …